شهدت الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً في ما يخص كرة القدم المصرية، وذلك بعد انسحاب النادي الأهلي حامل لقب الدوري المصري الممتاز أمام نظيره الزمالك، ضمن الجولة الأولى من المرحلة النهائية للبطولة، مما أثار أزمة قوية كونها المباراة الكبرى في المنافسات هناك، ولها صخب واسع مهما اختلفت المعطيات قبل كل “ديربي”.
وحضر نادي الزمالك إلى استاد القاهرة الدولي من أجل خوض اللقاء في الموعد المحدد، ولكن بسبب عدم حضور الأهلي انتظر حكم المباراة مرور 20 دقيقة من البداية، ثم أطلق صافرته بسبب عدم وجود الفريق المنافس، الذي من المفترض بحسب اللائحة أن تحتسب عليه النتيجة (3-0) عقوبة من رابطة الأندية المصرية.
وتنص لائحة المسابقات لرابطة الأندية المصرية في هذه الحالة “إذ اعتبر فريق منسحباً من المباراة واستكمل المسابقة يتم توقيع الغرامات المالية وفقاً للائحة المخالفات والعقوبات ونظام ضبط الجودة، مع اعتبار نتيجة المباراة المنسحب فيها مهزوماً (3-0) إضافة إلى خصم عدد ثلاث نقاط من رصيده بخلاف المباراة التي يعتبر خلالها مهزوماً ويعاد ترتيب الفريق ضمن جدول المسابقة”.
ومن المنتظر أن تعلن رابطة الأندية المصرية خلال أيام قليلة عن العقوبات بصورة رسمية باحتساب الفوز للزمالك بنتيجة (3-0)، وخصم ثلاث نقاط جديدة.
وكان الزمالك قد تعرض للعقوبة ذاتها في الموسم الماضي من الدوري المصري الممتاز، بعد انسحابه من مواجهة الأهلي أيضاً، في يونيو (حزيران) 2024، بعدها احتُسبت النتيجة للأهلي وخصمت ثلاث نقاط من الزمالك عقوبة الانسحاب.
وليست هذه هي السابقة الأولى في مباريات “الديربي” بالقاهرة خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن الزمالك قد انسحب بخلاف النسخة الماضية من الدوري المصري من قبل عام 2020 أيضاً، اعتراضاً على ضغط المباريات المتتالية وكان طلب تأجيل المواجهة.
ويوجد في تاريخ كرة القدم كثير من الانسحابات لأسباب مختلفة، وكان أبرزها انسحاب منتخب الهند من كأس العالم 1950.
في نسخة 1950 أوقعت القرعة المنتخب الهندي في المجموعة الثالثة رفقة إيطاليا وباراغواي والسويد، ولكن رأى المسؤولون أن الكلف ستكون باهظة، وعلى رغم تحمل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بعضها، فإنه غُطي على هذا الانسحاب بحجة أنهم طالبوا باللعب حفاة كما لعبوا في أولمبياد 1948، ولكن “فيفا” أصدر قانوناً بعدم اللعب من دون أحذية آنذاك.
وفي البطولة نفسها انسحب المنتخب الفرنسي بسبب الكلف المطلوبة للسفر للمشاركة في كأس العالم، ولم يُستدعَ بديلاً لهما بسبب ضيق الوقت آنذاك.
وتعد القضايا والخلافات السياسية من أبرز الأسباب التي دفعت بعض المنتخبات أو الفرق إلى الانسحاب من مباريات أو بطولات كرة قدم على مدى التاريخ.
وشهدت بطولة “يورو” في بدايتها هجوماً من بعض المنتخبات على رأسها ألمانيا الغربية وهولندا وإيطاليا وإنجلترا، الذين انسحبوا من أول نسخة إضافة إلى التصويت على إلغائها نهائياً بحجة أنها ضعيفة فنياً قبل أن تُقام بصورة رسمية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشهدت التصفيات المؤهلة لبطولة “يورو” نسخة 1964 انسحاب المنتخب اليوناني من مباراته أمام ألبانيا، وذلك على خلفية الخلافات السياسية بينهما من قبل لتعتذر عن الاستمرار.
ويعد من أشهر الانسحابات في تاريخ كرة القدم، التي جاءت بسبب بعض الخلافات السياسية، انسحاب الاتحاد السوفياتي أمام نظيره تشيلي من المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 1973 التي أقيمت في ألمانيا الغربية.
وخاض المنتخب التشيلي المباراة على رغم الاضطرابات السياسية داخل بلاده وتولي رئيس جديد، وانتهى اللقاء الأول بالتعادل السلبي بين الطرفين قبل أن تزداد الأمور سوءاً في الإياب، عندما طالب الاتحاد السوفياتي بإقامة المباراة خارج تشيلي ولكن رفض “فيفا” ذلك بعدما أرسل لجنة تفتيش على الملعب وكل ما يخص المباراة.
وحضر المنتخب التشيلي إلى الملعب والجماهير ولكن لم يحضر منتخب الاتحاد السوفياتي للبلاد من الأساس، ليعلن الحكم بعد 30 ثانية من بداية اللقاء أن أصحاب الأرض فائزون بنتيجة (2-0) وتأهلهم إلى كأس العالم.
