في مشهدٍ تتجدد فيه مظاهر التعبير والابتكار، كشفت جائزة “تيرنر” لهذا العام عن قائمتها القصيرة، التي تضمنت أربعة أسماء تُجسّد التنوّع الحيّ في الفنون البصريّة البريطانيّة: محمد سامي، نينا كالو، رينيه ماتيتش، وزادي كسا. هؤلاء الفنانون الأربعة يتنافسون على الجائزة المرموقة، التي تُمنح سنوياً لفنان مقيم في بريطانيا، تقديراً لـ”معرض استثنائي أو عرض آخر لأعماله”، على أن يُعلَن الاسم الفائز في 9 كانون الأول/ديسمبر المقبل، خلال حفل في مدينة برادفورد.
وبحسب أليكس فاركوهارسون، مدير “تيت بريتن” ورئيس لجنة التحكيم، فإن هذه الأسماء تؤكّد أنّ روح الابتكار لا تزال نابضة بقوة في قلب الفن البريطاني المعاصر. وتعكس القائمة المختصرة اتساع أفق الممارسة الفنية اليوم، من الرسم والنحت إلى التصوير الفوتوغرافي والتركيبات، ويقدّم كلّ فنان من الأربعة طريقة فريدة في رؤية للعالم، تنبثق من التجربة الشخصية وتعبّر عنها بعمق.
من هم الأسماء الأربعة المرشحون لأكبر جائزة فنية في بريطانيا؟
محمد سامي
رُشّح الفنان العراقي محمد سامي (41 عاماً)، المولود في بغداد، والذي نشأ تحت نظام صدام حسين، لجائزة “تيرنر” 2025، التي ستُقام في برادفورد، ضمن مهرجان مدينة الثقافة في المملكة المتحدة (من 27 أيلول/سبتمبر إلى 22 شباط/فبراير 2026).
معرض ‘بعد العاصفة’ لمحمد سامي. (Tom Lindboe)
جاء ترشيح سامي عن معرضه الفردي “بعد العاصفة” (After the Storm)، الذي أُقيم في قصر بلينهايم في أوكسفوردشير العام الماضي. وقد استُلهمت لوحات المعرض من القصر الإنكليزي الفخم، الذي يُعدّ مقر دوقات مارلبورو، ومكان ولادة رئيس الوزراء في زمن الحرب وينستون تشرشل. وتشير لوحة “الثريا” (2024)، التي عُلّقت في “غرفة الرسم الحمراء”، إلى الحرب، إذ تستحضر بأسلوب “الخداع البصري” شكل طائرة مسيّرة.
نينا كالو
أشادت لجنة التحكيم بالفنانة الغلاسكووية نينا كالو (59 عاماً)، التي تعاني صعوبات في التواصل اللفظي، وهي عضو في مجموعة “أكشن سبيس” لذوي الاحتياجات الخاصة التعليمية، نظراً لـ”تحكّمها في المواد، والألوان، والحركات، واستجابتها الدقيقة للفراغ المعماري”.
معرض منحوتات نينا كالو المعلّقة. (Ivan Erofeev)
تبتكر كالو رسومات دوامية ضخمة وتركيبات نحتية معلّقة على شكل شرانق مغلّفة بطبقات ساطعة من السيلوفان.
رينيه ماتيتش
حظيت المصوّرة رينيه ماتيتش (28 عاماً) بإشادة اللجنة لقدرتها على التعبير عن قضايا الانتماء والهوية.
الفنانة المولودة في بيتربرة، والتي تستكشف أعمالها الشعبوية اليمينية والهوية، هي ثاني أصغر شخص يُرشح للجائزة بعد داميان هيرست. وتستكشف في أعمالها العرق، والجندر، والطبقة، والهوية الوطنية.
معرض ‘على النقيض من الحقيقة’ لرينيه ماتيتش. (Diana Pfammatter)
وفي معرض “على النقيض من الحقيقة” (As Opposed to the Truth) الذي أقيم في مركز الفنون المعاصرة في برلين، عرضت ماتيتش عملاً بعنوان “بلا عنوان (لا مكان للعنف، 2024)”، وهو عمل يسعى، بحسب الفنانة، إلى “تفكيك المفهوم التقليدي لما يُفترض أن ترمز إليه الراية أو العلم”.
زادي كسا
نوّهت اللجنة بـ”التطور الراقي” في أعمال زادي كسا (42 عاماً)، والتي رُشّحت عن تركيبها الفني في بينالي الشارقة السادس عشر. وقد أُشيد بالفنانة الكورية الكندية على ممارستها “التأملية والآسرة”، التي تشمل أعمالًا تدمج عناصر من الفولكلور الكوري ضمن تركيبات متعددة الوسائط ومفصّلة.
مشاركة زادي كسا في بينالي الشارقة الـ16. (Danko Stjepanovic)
وتستكشف كسا الفنون الشعبية والخيال التأملي، والتاريخَيْن العائلي والجماعي، وهوية الشتات وأزمة المناخ، من خلال الرسم والنحت والسينما والأداء، وغالباً ما تجمع هذه العناصر في تركيبات فنية خيالية.
منذ عام 1984، تهدف جائزة “تيرنر” إلى تعزيز النقاش العام حول التطورات الجديدة في الفن البريطاني المعاصر. أما جائزة العام الماضي، فذهبت إلى جاسلين كور، التي زيّنت سيارة “فورد إسكورت” قديمة بأجراس عبادة ومشروب “إيرن-برو”، احتفاءً بمجتمعها السيخي الاسكتلندي.
