تقام غداً الخميس أربع قمم كروية يمكن النظر إليها كمباريات نهائية مبكرة في ذهاب الدور ربع النهائي من النسخة الرابعة لبطولة دوري الأمم الأوروبية، إذ تلعب هولندا مع إسبانيا، وكرواتيا مع فرنسا، والدنمارك مع البرتغال، وإيطاليا مع ألمانيا.
وتمتلك المنتخبات الثمانية المتأهلة إلى ربع نهائي الدوري (أ) في نسخة (2024 – 2025) تاريخاً حافلاً في المنافسات القارية، لذا فإن كل مباراة تحمل في طياتها قصصاً مثيرة وأجواء تنافسية وتوقعات بإبداع لا حدود له على أرض الملعب.
وشهدت مرحلة الدوري تأهل المنتخب البرتغالي متصدر المجموعة الأولى برصيد 14 نقطة ووصيفه الكرواتي الذي جمع ثماني نقاط إلى أولى مراحل خروج المغلوب، ومن المجموعة الثانية تأهلت المتصدرة فرنسا (13 نقطة) ووصيفتها إيطاليا التي جمعت نفس رصيد النقاط وتأخرت عن منتخب “الديوك” بفارق هدف واحد بعد التعادل في نتيجتي المواجهتين المباشرتين إذ فاز كل منهما بنتيجة (3 – 1) في أرض الآخر.
وحسم المنتخب الألماني صدارة المجموعة الثالثة برصيد 14 نقطة متفوقاً على المنتخب الهولندي الذي اقتنص المركز الثاني برصيد تسع نقاط، ورافق الألمان إلى ربع النهائي.
وفي المجموعة الرابعة كانت الكلمة العليا للمنتخب الإسباني بطل “يورو 2024” الذي جمع 16 نقطة من خمسة انتصارات وتعادل واحد، ورافقه إلى ربع النهائي المنتخب الدنماركي ثاني الترتيب برصيد ثماني نقاط.
وتلتقي هولندا مع إسبانيا في مواجهة تجمع بين فريقين يمتلكان تاريخاً غنياً في كرة القدم الأوروبية مع تفوق ملحوظ بخاصة في السنوات الأخيرة لمنتخب “الغضب الأحمر” الإسباني حامل لقب دوري الأمم الأوروبية في (2022 – 2023) وبطل أوروبا المتوج في نهائيات ألمانيا خلال الصيف الماضي.
وعادة ما تشهد مواجهات هولندا وإسبانيا أحداثاً أو مواقف لا تنسى حيث كانت المباراة الرسمية قبل الأخيرة بينهما في نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حينما فاز المنتخب الإسباني بهدف أندرياس إنييستا في الدقيقة 117، لكن هولندا ردت بقوة في المباراة التالية بالفوز بنتيجة (5 – 1) في الجولة الأولى من دور المجموعات بكأس العالم 2014، ومنذ ذلك الحين لعب المنتخبان مرتين ودياً، فازت هولندا في المواجهة الأولى (2 – 0) عام 2015، وفي المباراة الأخيرة تعادلا (1 – 1) عام 2020.
ويسعى المنتخب الإسباني بقيادة مدربه الوطني لويس دي لا فوينتي للعبور إلى نصف النهائي في طريق الدفاع عن اللقب وتأكيد استمرار الإسبان على عرش كرة القدم الأوروبية قبل كأس العالم 2026 الذي تستضيفه أميركا وكندا والمكسيك.
ويعتمد دي لا فوينتي على قائمة شابة يتصدرها نجم برشلونة لامين يامال الذي أصبح أحد أبرز نجوم اللعبة عالمياً.
وعلى الجانب الآخر قال الاتحاد الهولندي لكرة القدم أول من أمس الإثنين إن دينزل دومفريس انسحب من تشكيلة هولندا لمواجهة إسبانيا وهناك شكوك حول لياقة فرينكي دي يونغ بالمواجهة.
وأصيب دومفريس خلال انتصار فريقه إنتر ميلان على أتالانتا بالدوري الإيطالي الأحد وتم استبداله بمدافع أياكس أمستردام يوري باس الذي تلقى أول استدعاء للمنتخب الوطني في عيد ميلاده.
كما ضم مدرب هولندا رونالد كومان لاعب برايتون الإنجليزي، ماتس فيفر لتعويض لاعب الوسط الأساسي دي يونغ الذي غاب عن فوز برشلونة على أتلتيكو مدريد الأحد بسبب المرض. وانضم دي يونغ إلى تشكيلة المنتخب الهولندي لكنه لم يتدرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مواجهة أخرى مثيرة، تلتقي كرواتيا مع فرنسا في لقاء يعيد للأذهان نهائي كأس العالم 2018، حين توجت فرنسا باللقب بعد فوزها (4 – 2) على كرواتيا التي لا تزال تلعب بقيادة نجم الوسط المخضرم لوكا مودريتش (39 سنة) الذي لا يزال يقدم أداءً استثنائياً على رغم تقدمه في السن، تسعى للانتقام من فرنسا. الفريق الكرواتي يعتمد على وسط ميدان قوي يضم أيضاً ماتيو كوفاتشيك ومارسيلو بروزوفيتش.
وبعد اللقاء الكبير في نهائي كأس العالم 2018 التقى المنتخب الكرواتي نظيره الفرنسي مرتين في دوري الأمم الأوروبية، حيث خسر بنتيجة (1 – 2) في 2020، وفاز بهدف في 2022.
وفي المواجهة الثالثة التي تجمع الدنمارك بالعملاق البرتغالي تبدو الأمور أسهل لرونالدو ورفاقه الذين يسعون لاستعادة اللقب الذي حققوه في النسخة الأولى من البطولة (2018 – 2019)، في وقت يسير المنتخب البرتغالي بخطى ثابتة نحو اعتماده كقوة أوروبية كبرى وأحد أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم التالية.
وتأتي البرتغال بقيادة النجم كريستيانو رونالدو (40 سنة) الذي لا يزال يثبت أنه قادر على صناعة الفارق على رغم تقدمه في السن. ويتصدر رونالدو ترتيب هدافي الدوري السعودي للمحترفين برصيد 19 هدفاً متفوقاً بهدفين على أقرب ملاحقيه.
ويتفوق المنتخب البرتغالي على نظيره الدنماركي في تاريخ المواجهات حيث فاز في آخر ثلاث مباريات بينهما، ويرجع تاريخ آخر فوز للدنمارك إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2011.
وفي آخر مباريات الجولة بين إيطاليا وألمانيا يسعى كلا الطرفين إلى الاستمرار في البطولة التي لم يحققا لقبها حتى الآن على رغم كونهما من أكبر القوى الكروية في أوروبا.
وشهدت آخر مباراة بين المنتخبين اكتساح ألمانيا لإيطاليا بنتيجة (5 – 2) في دور المجموعات بنسخة 2022.
ووسط سعي إيطالي للثأر من ألمانيا تعرض “الأزرق” الإيطالي لضربة قوية حيث أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم اليوم الأربعاء غياب المهاجم ماتيو ريتيغي عن مباراتي دور الثمانية بسبب إصابة في الفخذ.
ويعد ريتيجي، المولود في الأرجنتين ويلعب في صفوف أتالانتا الإيطالي، هداف الدوري الإيطالي هذا الموسم برصيد 22 هدفاً كما سجل ستة أهداف مع منتخب إيطاليا في 18 مباراة منذ ظهوره للمرة الأولى في 2023.
وقال الاتحاد الإيطالي في بيان “خضع المهاجم ماتيو ريتيغي لفحوصات طبية هذا الصباح بسبب إصابة في عضلات فخذه الأيمن وسيغيب عن المباراتين ضد ألمانيا. عاد إلى ناديه لمزيد من التقييم”.
وأصبح لاعب فيورنتينا مويس كين، ثاني أفضل هداف في الدوري الإيطالي هذا الموسم برصيد 15 هدفاً، الخيار الأرجح للمدرب لوتشيانو سباليتي لقيادة خط الهجوم ضد ألمانيا.
